الخواطر الشهوانية.. والفوائد المعينة على صرفهاالوساوسوالخواطر الرديئة التي ترد على السالك طريق الآخرة، وتشمل هذه الخواطرالرديئة ما يرد على المبتلين بالشهوات من التفكير في الصور وفيما يعشقونومن يهوون.
وهاك الفوائد المعينة على حسم مادة الشهوة وصرف واردات الخواطر الشهوانية:[/b]
أولاً:التبرؤ من حول النفس وقوتها والالتجاء والاعتصام والاستعاذة بالله، ومنجليل ما ينبغي ترداده في حق المبتلى بالشهوة "لا حول ولا قوة إلا بالله"ومعناها: لا تحوّل عن معصيةٍ إلا بمعونة من الله ولا قوة على طاعة إلابتوفيق من الله ثانيًا:تذكر المنغّصات: سكرات الموت، نزع الروح، القبر وأهواله، سؤال الملكين،البعث والنشور وأهوال يوم القيامة، والمثول بين يدي الله عاصيًا مذنبًاوالنار وأهوالها.
ثالثاً:تذّكر المشوقات: كلذة المناجاة وتوفيق الله للطاعة وشرف الولاية والانتسابإلى حزب الله والكرامات اللائقة لأوليائه عند موتهم ودخولهم الجنة ومافيها من الحور العين اللائي لا تقارن الدنيا كلها بأنملة من أنامل الواحدةمنهن، ورؤية الله عز وجل يوم القيامة ورضوانه على أهل الجنة
رابعًا:تذكر جمال خالق الجمال البشري، الذي سماه الرسول جميلاً، فكل جمالٍ فُتنبه المرء لو قُرن بجمال الله عز وجل لتلاشت كل خواطره الرديئة
خامسًا: تذكّر مثالب الصور المعشوقة وآفاتها وأمراضها وفساد بواطنها وظواهرهاسادسًا:البعد عن المثيرات كالسير في الطرقات العامة (وخاصة في هذه الأزمنة وفيأماكن الفجور والفسوق) أو مشاهدة التلفاز والفيديو والمجلات والجرائدالساقطة التي تهدف غواية النفوس المطمئنة وتحث أن تشيع الفاحشة في الذينآمنوا. ومن هذا القبيل عدم المكوث في خلوة إذا طرأ عارض الشهوة، بل يشتغلبالصوارف التي تلهيه عن تلك الخواطر كذكر الله وزيارة الصالحين وحضورمجالس العلم أو خدمة الأهل والمسلمين وينصح ابن القيم بما يلي:
(1) العلم الجازم بإطلاع الرب سبحانه ونظره إلى قلبك وعلمه بتفصيل خواطرك.
(2) حياؤك منه.
(3) إجلالك له أن يرى مثل تلك الخواطر في البيت الذي خلقه لتُسكِنَه معرفته ومحبته.
(4) خوفك منه أن تسقط من عينه بتلك الخواطر
(5) إيثارك له أن تساكن قلبك غير محبته.[
(6) خشيتك أن تتولد تلك الخواطر ويتسرع شررها فتأكل ما في القلب من الإيمان ومحبة الله فتذهب به جملة وأنت لا تشعر.
(7)أن تعلم أن هذه الخواطر بمنزلة الحبِّ الذي يُلقى للطائر ليصاد به، فاعلمأن كل خاطر منها فهو حبة في فخ منصوب لصيدك وأنت لا تشعر.
( أن تعلم أن الخواطر الرديئة لا تجتمع مع خواطر الإيمان ودواعي المحبة والإنابة أصلاً بل هي ضدها من كل وجه.
(9)أن تعلم أن الخواطر بحر من بحور الخيال لا ساحل له فإذا دخل القلب فيغمراته غرق فيه وتاه في ظلماته فيطلب الخلاص فلا يجد إليه سبيلاً فيكونبعيدًا عن الفلاح.
(10)أن تعلم أن الخواطر وادي المحقى وأماني الجاهلين فلا تثمر إلا الندامةوالخزي وإذا غلبت على القلب أورثته الوساوس وعزلته عن سلطانها انسدت عليهعينه وألقته في الأسر الطويل