تشتكي كثير من البنات جفوة آبائهن ، وشحهم العاطفي تجاه بناتهم مع شدة حاجتهن إلى تلك المشاعر الجياشة والأحاسيس الدافئة
والسبب الأول في إعراض الآباء هو الانشغال الذي لا يكاد ينتهي والجري وراء جمع الحطام الذي لا يكاد ينقضي
ونجمعن هذا الانفصام القاسي شعور باليأس لدى تلكم الفتيات وشعورهن بشيء مفقودفظللن يبحثن عنه حتى وجدن شيئا منه لدى قرينات السوء أو الفساق من الشبابالحائر الباحث عن اللذة العابرة
ولذا سقطت بعض الفتيات في براثن المعاكسات لأول وهلة بحثاً عن العاطفة المفقودة ، والمشاعر الحميمة في بيوتنا فتيات لم يسمعن من آبائهن يوما من الدهر أهلا بنيتي كيف أنت يا غاليتي ؟ ما أحوالك يا عزيزتي ؟
فيالصحيح من حديث عائشة رضي الله عنها : " كان أزواج النبي صلى الله عليهوسلم عنده ، لم يغادر منهن واحدة فأقبلت فاطمة رضي الله عنها تمشي ، ماتخطئ مشيتها من مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً ، فلما رآها رحببها فقال : " مرحباً بابنتي " ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله .. "الحديث... فهذا سيد الخلق يرحب بابنته ويجلسها بجانبه بكل شوق وحنان ،وعطف وإحسان مع إنها امرأة ذات زوج صالح لا تنقصه العواطف الجياشة تجاهامرأته الغالية وأم الحسن والحسين ريحانتا الإسلام ، وسيدا شباب الجنة
فأينالآباء عن هذه الأخلاق النبوية الحنونة وتلك العواطف المحمدية الجياشةالتي غمرت الزهراء – رضي الله عنها – حتى اطمأنت نفسها وانشرح صدرهاوتفرغت لعبادة ربها والمسابقة إلى مرضاة بارئها فاستحقت لقب سيدة نساء هذهالأمة كما في صحيح مسلم
إن على الآباء أن يدركوا أهمية إغداقعواطفهم واستجداء مشاعرهم تجاه بنياتهم ليشعرن بالأمان القلبي والاستقرارالنفسي ومن ثم يكن قرة أعين لآبائهن ويرددن صاع الإحسان بصاعين فما أرققلوب البنات تجاه الآباء متى لمسن عطفهم وشعرن بحبهم وقربهم
وأنتأيتها الفتاة المحرومة من عطف الأب وحنانه ، التمسي له الأعذار ، وتأكديبأنه مشغول عنك بك يبحث عن لقمة العيش ، ويسعى لحياة كريمة تنعمين بها ثمتأكدي أيضا . إن أباك لا تنقصه العواطف تجاهك ولكنها محبوسة ، ولايفتقر إلى المشاعر الدافئة ولكنها مأسورة فاقتربي من أبيك وحاولي إطلاقهاتيك العواطف والمشاعر من تلك السجون بحل قيودهن بكلمة حانية , وقبلة علىجبين أبيك دافئة وابتسامة مشرقة
[b]اقتربي منه ... حدثيه ... بحبك له ، وعطفك عليه ، واشتياقك لإطلالته واستئناسك بمجلسه حاوليمرة ثانية وثالثة ... وربما وجدت إعراضا أو صدوداً فما ذاك إلا الهدوءالذي يسبق عاصفة الحب الأبوي القادم والعطف الفطري المتحرر من أوضارالغفلة ، وقيود النسيان الآخذه في الاهتراء والذبول .. حاولي ، وستدعينلكاتب السطور يوما ما