ما إن يَتَلاشى الظلامُ, ويَتَبَدَد السوادُ
و ينتشر النورُ و تبدأ أشعةُ الشمسِ بالتَسلُلِ
حتى تتسلل معها عيني للخارجِ الممدودِ
حيثُ اللاحدود, حيثُ تكسيرُ القيود
للحريةِ في مخيلَتي
نظرةً أخرى .. انظرها بِما وراءَ الأجفان
كم أعشقُ ذاك المنظرَ
حين تبدأُ الطيورَ بفرشِ أجنحَتُها
و تعزِفُ لحنها ثم تُحَلِق عالياً بعيداً عن همِها
كأنها تترُك أبراح الأمس
و تستقبل أفراح اليوم
أهوى الحُرية ..
الحرية السابحةُ في الأوهامِ ..
في مَكْمَن اللامُستَحيل ..
هُناك .. بعيداً عن الواقِع
دون عقباتٍ أو متاعِب
وكأنني أرقصُ فوق الغيوم
في محفلٍ بين السماواتِ و النجومِ
مع الطيورِ و الكواكبِ التي تحوم
أطيرُ حولَ العالَم
لأرى كُل تِلكَ البَشرِ صِغاراً
حروبهم .. دولهم .. ممتلكاتهم
صغيرة كحجم حُرِيَتَهِم